________________________________________
- يدعى نوح يوم القيامة ، فيقول : لبيك وسعديك يا رب ، فيقول : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ، فيقال لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير ، فيقول : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته ، فيشهدون أنه قد بلغ : { ويكون الرسول عليكم شهيدا } . فذلك قوله جل ذكره : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } . والوسط العدل .
________________________________________
- يجاء بنوح يوم القيامة ، فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم يا رب ، فتسأل أمته : هل بلغكم ، فيقولون : ما جاءنا من نذير ، فيقول : من شهودك ، فيقول : محمد وأمته ، فيجاء بكم فتشهدون ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا - قال : عدلا - لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } .
________________________________________
- قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه معكم هدية أم صدقة فإن الصدقة يبتغى بها وجه الله تبارك وتعالى وإن الهدية يبتغي بها وجه الرسول وقضاء الحاجة فقالوا لا بل هدية فقبلها منهم ثم جعلوا يستفتونه ويسألونه فما صلى الظهر إلا مع العصر
________________________________________
- أن رسول اله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين ، كانوا تجارا قافلين من الشأم ، فكسا الزبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض ، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة ، فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم ، فلما أووا إلى بيوتهم ، أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم ، لأمر ينظر إليه ، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب ، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته : يا معاشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون ، فثار المسلمون إلى السلاح ، فتلقوا رسول الله بظهر الحرة ، فعدل بهم ذات اليمين ، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، فقام أبو بكر للناس ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا ، فطفق من جاء من الأنصار - ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم - يحيي أبا بكر ، حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ركب راحلته ، فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، وكان مربدا للتمر ، لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته : ( هذا إن شاء الله المنزل ) . ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا ، فقالا : لا ، بل نهبه لك يا رسول الله ، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ، ثم بناه مسجدا ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول ، وهو ينقل اللبن : ( هذا الحمال لا حمال خيبر ، هذا أبر ربنا وأطهر . ويقول : اللهم إن الأجر أجر الآخره ، فارحم الأنصار والمهاجره ) . فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي .
________________________________________
- أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له : ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة ، وكان أكثر الناس فيما فعل به ، قال عبيد الله : فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة ، فقلت له : إن لي إليك حاجة ، وهي نصيحة ، فقال : أيها المرء ، أعوذ بالله منك ، فانصرفت ، فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى ابن عبد يغوث ، فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي ، فقالا : قد قضيت الذي كان عليك ، فبينما أنا جالس معهما ، إذ جاءني رسول عثمان ، فقالا لي : قد ابتلاك الله ، فانطلقت حتى دخلت عليه ، فقال : ما نصيحتك التي ذكرت آنفا ؟ قال : فتشهدت ، ثم قلت : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب ، وكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآمنت به ، وهاجرت الهجرتين الأوليين ، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه ، وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة ، فحق عليك أن تقيم عليه الحد ، فقال لي : يا ابن أختي ، آدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قلت : لا ، ولكن قد خلص إلي من علمه إلى العذراء في سترها ، قال : فتشهد عثمان فقال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، وكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وآمنت بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت الهجرتين الأوليين ، كما قلت ، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته ، والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ، ثم استخلف الله أبا بكر ، فوالله ما عصيته ولا غششته ، ثم استخلف عمر ، فوالله ما عصيته ولا غششته ، ثم استخلفت ، أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علي ؟ قال : بلى ، قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم ؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة ، فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق ، قال : فجلد الوليد أربعين جلدة ، وأمر عليا أن يجلده ، وكان هو يجلده .
________________________________________
- عن عبد الله : ( لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله تعالى ) . ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في كتاب الله : { وما آتاكم الرسول فخذوه } . إلى : { فانتهوا } .
________________________________________
- لعن عبد الله الواشمات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ، فقالت أم يعقوب : ما هذا ؟ قال عبد الله : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ، وفي كتاب الله ؟ قالت : والله لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدته ، قال : والله لئن قرأتيه لقد وجدتيه : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } .
________________________________________
- ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد ، فقد أكثر الناس فيه ، فقصدت لعثمان حين خرج إلى الصلاة ، قلت : إن لي إليك حاجة ، وهي نصيحة لك ، قال : يا أيها المرء منك - قال معمر : أراه قال : أعوذ بالله منك - فانصرفت ، فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته ، فقال : ما نصيحتك ؟ فقلت : إن الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، فهاجرت الهجرتين ، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورأيت هديه ، وقد أكثر الناس في شأن الوليد . قال : أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : لا ، ولكن خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها ، قال : أما بعد ، فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمنت بما بعث به ، وهاجرت الهجرتين كما قلت ، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته ، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل ، ثم أبو بكر مثله ، ثم عمر مثله ، ثم استخلفت ، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم ؟ قلت : بلى ، قال : فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم ؟ أما ما ذكرت من شأن الوليد ، فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله . ثم دعا عليا ، فأمره أن يجلده ، فجلده ثمانين .
________________________________________
- أن أبا بكر رضي الله عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر ، فلما هاجر أبو بكر طلقها ، فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر ، الذي قال هذه القصيدة ، رثى كفار قريش : وماذا بالقليب قليب بدر *** من الشيزى تزين بالسنام . وماذا بالقليب قليب بدر *** من القينات والشرب الكرام . تحيي بالسلامة أم بكر *** وهل لي بعد قومي من سلام . يحدثنا الرسول بأن سنحيا *** وكيف حياة أصداء ، وهام
________________________________________
- بعثني الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام ، وكلنا فارس ، قال : ( انطلقوا حتى تأتو روضة خاخ ، فإن بها امرأة من المشركين ، معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين ) . فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : الكتاب ، فقالت : ما معنا كتاب ، فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا ، فقلنا : ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك ، فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها ، وهي محتجزة بكساء ، فأخرجته ، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : يا رسول الله ، قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما حملك على ما صنعت ) . قال حاطب : والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي ، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدق ، ولا تقولوا له إلا خيرا ) . فقال عمر إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين ، فدعني فلأضرب عنقه . فقال : ( أليس من أهل بدر ؟ فقال : لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ، فقد وجبت لكم الجنة ، أو فقد غفرت لكم ) . فدمعت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم .
________________________________________
________________________________________
________________________________________
- من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا . وقال محمد : حدثنا أبو عامر العقدي : حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : من حدثك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فلا تصدقه ، إن الله تعالى يقول : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار ، على قطيفة فدكية ، وأردف أسامة بن زيد وراءه ، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج ، قبل وقعة بدر . قال : حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول ، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي ، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان ، واليهود والمسلمين ، وفي المجلس عبد الله بن رواحة ، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة ، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ، ثم قال : لا تغبروا علينا ، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ثم وقف ، فنزل فدعاهم إلى الله ، وقرأ عليهم القرآن ، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول : أيها المرء ، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا ، فلا تؤذنا به في مجالسنا ، ارجع إلى رحلك ، فمن جاءك فاقصص عليه . فقال عبد الله ابن رواحة : بلى يا رسول الله ، فاغشنا به في مجالسنا ، فإنا نحب ذلك . فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون ، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا ، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته ، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا سعد ، ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال : كذا وكذا ) . قال سعد بن عبادة : يا رسول الله ، اعف عنه ، واصفح عنه ، فوالذي أنزل عليك الكتاب ، لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة ، فلما أبي الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك ، فذلك فعل به ما رأيت . فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ، ويصبرون على الأذى ، قال الله عز وجل : ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا . الآية ، وقال الله : ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم . إلى آخر الآية ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول العفو ما أمره الله به ، حتى أذن الله فيهم ، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا ، فقتل الله به صناديد كفار قريش ، قال ابن أبي سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان : هذا أمر قد توجه ، فبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا .
________________________________________
- يقولون : إن أبا هريرة يكثر الحديث ، والله الموعد ، ويقولون : ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثل أحاديثه ؟ وإن أخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإن إخوتي من الأنصار كان يشغلهم عمل أموالهم ، وكنت امرأ مسكينا ، ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني ، فأحضر حين يغيبون ، وأعي حين ينسون ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوما : ( لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ، ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئا أبدا ) . فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها ، حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته ، ثم جمعتها إلى صدري ، فوالذي بعثه بالحق ، ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا ، والله لولا آيتان في كتاب الله ، ما حدثتكم شيئا أبدا : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات - إلى قوله - الرحيم } .
________________________________________
- جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير ، وأقبلوا منهزمين . فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم .
________________________________________
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر ، ويقصر في الثانية ، ويفعل ذلك في صلاة الصبح .
________________________________________
- إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه . وقال ابن شهاب : وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : آمين .
________________________________________
عن أم سلمة : كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلم ، قام النساء حتى يقضي تسليمه ، وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم . قالت نرى - والله أعلم - أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال
________________________________________
- كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع ، فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فمرها فلتصبر ولتحتسب ) . فأعادت الرسول أنها أقسمت لتأتينها ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل ، فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ، ففاضت عيناه ، فقال له سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : ( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .
________________________________________
________________________________________
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها ، وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمرعليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ، فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، ثم قال : ( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء ) . قالوا : أجل يا رسول الله ، قال : ( فأبشروا وأملوا ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم ) .
________________________________________
- قال ابن عباس رضي الله عنهما : { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } . خفيفة ، ذهب بها هناك ، وتلا : { حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب } . فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك ، فقال : قالت عائشة : معاذ الله ، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل أن يموت ، ولكن لم يزل البلاء بالرسل ، حتى خافوا أن يكون من معهم يكذبونهم . فكانت تقرؤها : { وظنوا أنهم قد كذبوا } . مثقلة .
________________________________________
- جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير ، وأقبلوا منهزمين ، فذاك : إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا .
________________________________________
- { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . قال : نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي ، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية .
ا
________________________________________
- أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : حدث عن سعد بن معاذ أنه قال : كان صديقا لأمية بن خلف ، وكان أمية إذا مر بالمدينة انطلق سعد معتمرا ، فنزل على أمية بمكة ، فقال لأمية : انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت ، فخرج به قريبا من نصف النهار ، فلقيهما أبو جهل فقال : يا أبا صفوان ، من هذا معك ؟ فقال : هذا سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة ، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم ، أما والله أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما . فقال له سعد ، ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه ، طريقك على المدينة ، فقال له أمية : لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم ، سيد أهل الوادي ، فقال سعد : دعنا عنك يا أمية ، فوالله لقد سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنهم قاتلوك ) . قال : بمكة ؟ قال : لا أدري ، ففزع لذلك أمية فزعا شديدا ، فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان ، ألم تري ما قال لي سعد ؟ قالت : وما قال لك ؟ قال : زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي ، فقلت له : بمكة ، قال لا أدري ، فقال أمية : والله لا أخرج من مكة ، فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال : أدركوا عيركم ؟ فكره أمية أن يخرج ، فأتاه أبو جهل فقال : يا أبا صفوان ، أنك متى ما يراك الناس قد تخلفت ، وأنت سيد أهل الوادي ، تخلفوا معك ، فلم يزل أبو جهل حتى قال : أما إذ غلبتني ، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة ، ثم قال أمية : يا أم صفوان جهزيني ، فقالت له : يا أبا صفوان ، وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ قال : لا ، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا ، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره ، فلم يزل بذلك ، حتى قتله الله عز وجل ببدر .
________________________________________
- لم أتخلف عن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك ، غير أني تخلفت عن غزوة بدر ، ولم يعاتب أحد تخلف عنها ، إنما خرج الرسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عير قريش ، حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير معاد .
________________________________________
- أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك : ألا تشد فنشد معك ؟ فقال إني إن شددت كذبتم ، فقالوا : لا نفعل ، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم ، فجاوزهم وما معه أحد ، ثم رجع مقبلا ، فأخذوا بلجامه ، فضربوه ضربتين على عاتقه ، بينهما ضربة ضربها يوم بدر . قال عروة : كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير . قال عروة : وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ ، وهو ابن عشر سنين ، فحمله على فرس ، ووكل به رجلا .
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ، فدخل رجل فصلى ، ثم جاء فسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام ، فقال : ارجع فصل ، فإنك لم تصل . فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ارجع فصل ، فإنك لم تصل . ثلاثا ، فقال : والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره ، فعلمني ، قال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها .
________________________________________
- صلى بنا الرسول صلى الله عليه وسلم الظهر ، فقام وعليه جلوس ، فلما كان في آخر صلاته ، سجد سجدتين وهو جالس .
________________________________________
- عن عائشة رضي الله عنها : { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنو منهم واتقوا أجر عظيم } قالت لعروة : يا ابن أختي ، كان أبوك منهم : الزبير وأبو بكر ، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد ، وانصرف عنه المشركون ، خاف أن يرجعوا ، قال : ( من يذهب في إثرهم ) . فانتدب منهم سبعون رجلا ، قال : كان فيهم أبو بكر والزبير .
________________________________________
- أرأيتكم ليلتكم هذه ، فإن رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد . فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة ، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض ، يريد بذلك أنها تخرم ذلك القرن
________________________________________
- دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : بلى ، ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أصلى الناس . قلنا : لا ، هم ينتظرونك ، قال : ضعوا لي ماء في المخضب . قالت : ففعلنا ، فاغتسل ، فذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق ، فقال صلى الله عليه وسلم : أصلى الناس . قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال : ضعوا لي ماء في المخضب . قالت : فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق فقال : أصلى الناس . قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال : ضعوا لي ماء في المخضب . فقعد فاغتسل ، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ، ثم أفاق فقال : أصلى الناس . قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، والناس عكوف في المسجد ، ينتظرون النبي عليه السلام لصلاة العشاء الآخرة ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر : بأن يصلي بالناس ، فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس ، فقال أبو بكر ، وكان رجلا رقيقا : يا عمر صل بالناس ، فقال له عمر : أنت أحق بذلك ، فصلى أبو بكر تلك الأيام ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة ، فخرج بين رجلين ، أحدهما العباس ، لصلاة الظهر ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يتأخر ، قال : أجلساني إلى جنبه . فأجلساه إلى جنب أبي بكر ، قال : فجعل أبو بكر يصلي وهو يأتم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، والناس بصلاة أبي بكر ، والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد . قال عبيد الله : فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة ، عن مرض النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هات ، فعرضت عليه حديثها ، فما أنكر شيئا ، غير أنه قال : أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو علي .
________________________________________
- مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه ، فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . قالت عائشة : إنه رجل رقيق ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس . قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . فعادت فقال : مري أبا بكر فليصل بالناس ، فإنكن صواحب يوسف . فأتاه الرسول ، فصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
________________________________________
- أنه سمع عثمان بن عفان يقول ، عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم : إنكم أكثرتم ، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من بنى مسجدا - قال بكير : حسبت أنه قال - يبتغي به وجه الله ، بنى الله له مثله في الجنة .
________________________________________
.
________________________________________
- أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها ، في رمضان وغيره ، فيكبر حين يقوم ، ثم يكبر حين يركع ، ثم يقول : سمع الله لمن حمده ، ثم يقول : ربنا ولك الحمد ، قبل أن يسجد ، ثم يقول : الله أكبر ، حين يهوي ساجدا ، ثم يكبر حين يرفع رأسه من السجود ، ثم يكبر حين يسجد ، ثم يكبر حين يرفع رأس من السجود ، ثم يكبر حين يقوم من الجلوس في الاثنتين ، ويفعل ذلك في كل ركعة ، حين يفرغ من الصلاة ، ثم يقول حين ينصرف : والذي نفسي بيده ، إني لأقربكم شبها بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا .
________________________________________
- سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن القنوات في الصلاة ؟ فقال : نعم ، فقلت : كان قبل الركوع أو بعده ؟ قال : قبله ، قلت : فإن فلانا أخبرني عنك قلت إنك قلت بعده ، قال : كذب ، إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا : إنه كان بعث ناسا يقال لهم القراء ، وهم سبعون رجلا ، إلى ناس من المشركين ، وبينهم وبين الرسول الله صلى الله عليه وسلم عهد قبلهم ، فظهر هؤلاء الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد ، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرا يدعو عليهم .
________________________________________
- أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال ، أو بسبي ، فقسمه ، فأعطى رجالا وترك رجالا ، فبلغه أن الذين ترك عتبوا ، فحمد الله ثم أثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فوالله إني لأعطي الرجال وأدع الرجال ، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع ، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير ، فيهم عمرو بن تغلب . فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم .
________________________________________
-أنه سيكون ملك من قحطان ، فغضب ، فقام فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ، ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأولئك جهالكم ، فإياكم والأماني التي تضل أهلها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن هذا الأمر في قريش ، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ، ما أقاموا الدين ) .
________________________________________
- أنه بلغ معاوية ، وهو عنده في وفد من قريش : أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث : أنه سيكون ملك من قحطان ، فغضب معاوية ، فقام فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله تعالى ، ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأولئك جهالكم ، فإياكم والأماني التي تضل أهلها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن هذا الأمر في قريش ، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ، ما أقاموا الدين ) .
________________________________________
- من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب ، والله يقول : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك } . الآية .
________________________________________
- عن عبد الله قال : ( لعن الله الواشمات والمتوشمات ، والمتنمصات والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ) . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت فقالت : إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ، فقال : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين ، فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأت : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } . قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه ، قالت : فإني أرى أهلك يفعلونه ، قال : فاذهبي فانظري ، فذهبت فنظرت ، فلم تر من حاجتها شيئا ، فقال : لو كانت كذلك ما جامعتنا .
قلت لعائشة رضي الله عنها : يا أمتاه ، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه ؟ فقالت : لقد قف شعري مما قلت ، أين أنت من ثلاث ، من حدثكهن فقد كذب : من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب ، ثم قرأت : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } . { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب } . ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ، ثم قرأت : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } . الآية ، ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرتين .
________________________________________
- أتى رجل أعرابي من أهل البدو ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، فقال : يا رسول الله ، هلكت الماشية ، هلك العيال ، هلك الناس . فرفع الرسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ، ورفع الناس أيديهم معه يدعون . قال : فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا ، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى ، فأتى الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، بشق المسافر ومنع الطريق .
________________________________________
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة - قال أحسبه قال هنية - فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، إسكاتك بين التكبير والقراءة ، ما تقول ؟ قال : أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي ، كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد .
________________________________________
- قلنا لخباب : أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر ؟ قال : نعم ، قلنا : بم كنتم تعرفون ذاك ؟ قال : بإضطراب لحيته .
________________________________________
- جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير فقال : ( إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم ، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ) . فهزموهم ، قال : فأنا والله رأيت النساء يشتددن ، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن ، رافعات ثيابهن . فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبد الله ابن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة ، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين ، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم ، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا ، فأصابوا منا سبعين ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة ، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا . فقال أبو سفيان : أفي القوم محمد ، ثلاث مرات ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه ، ثم قال : أفي القوم ابن أبي قحافة ، ثلاث مرات ، ثم قال : أفي القوم ابن الخطاب ، ثلاث مرات ، ثم رجع إلى أصحابه فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا ، فما ملك عمر نفسه ، فقال : كذبت والله يا عدو الله ، إن الذين عددت أحياء كلهم ، وقد بقي لك ما يسؤوك . قال : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، إنكم ستجدون في القوم مثلة ، لم آمر بها ولم تسؤني ، ثم أخذ يرتجز : اعل هبل ، اعل هبل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبونه ) . قالوا : يا رسول الله ما نقول ؟ قال : ( قولوا : الله أعلى وأجل ) . قال : إن لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا تجيبونه ) . قال : قالوا : يا رسول الله ما نقول ؟ قال : ( قولوا الله مولانا ولا مولى لكم ) .
________________________________________
- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام ، فضربت بيدها فكسرت القصعة ، فضمها وجعل فيها الطعام ، وقال : ( كلوا ) . وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا ، فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة .
________________________________________
- أحاديث صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات
________________________________________
- يكون في آخر الزمان دجالون كذابون . يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم . فإياكم وإياهم . لا يضلونكم ولا يفتنونكم
________________________________________
- تقوم الساعة والروم أكثر الناس ، قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال : ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال له المستورد : قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فقال عمرو : لئن قلت ذلك ، إنهم لأحلم الناس عند فتنة . وأجبر الناس عند مصيبة . وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم .
________________________________________
- لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير } [ 2 / البقرة / آية 284 ] قال فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم بركوا على الركب . فقالوا : أي رسول الله ! كلفنا من الأعمال ما نطيق . الصلاة والصيام والجهاد والصدقة . وقد أنزلت عليك هذه الآية . ولا نطيقها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم . فأنزل الله في إثرها : { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [ 2 / البقرة / آية 285 ] فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى . وأنزل الله عز وجل : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ( قال : نعم ) ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ( قال : نعم ) ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ( قال : نعم ) واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ( قال : نعم ) [ 2 / البقرة / آية 286 ] .
________________________________________
- كنت متكئا عند عائشة . فقالت : يا أبا عائشة ! ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية . قلت : ما هن ؟ قالت : من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية . قال وكنت متكئا فجلست . فقلت : يا أم المؤمنين ! أنظريني ولا تعجليني . ألم يقل الله عز وجل : { ولقد رآه بالأفق المبين } [ 81 / التكوير / الآية - 23 ] { ولقد رآه نزلة أخرى } [ 53 / النجم / الآية - 13 ] فقالت : أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : " إنما هو جبريل . لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين . رأيته منهبطا من السماء . سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض " فقالت : أو لم تسمع أن الله يقول : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم } [ 42 / الشورى / الآية 51 ] قالت : ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية . والله يقول : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } [ 5 / المائدة / الآية 67 ] قالت : ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية . والله يقول : { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله } [ 27 / النمل / الآية - 65 ] .
________________________________________
- أتيت عثمان بن عفان بوضوء . فتوضأ ثم قال : إن ناسا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث . لا أدري ما هي ؟ إلا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا . ثم قال " من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه . وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة " . وفي رواية ابن عبدة أتيت عثمان فتوضأ .
________________________________________
- أنه سمع عثمان بن عفان ، عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم قد أكثرتم . وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من بنى مسجدا - قال بكير : حسبت أنه قال - يبتغي به وجه الله ، بنى الله له مثله في الجنة " . وفي رواية هارون " بنى الله له بيتا في الجنة " .
________________________________________
- دخلت على عائشة فقلت لها : ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : بلى . ثقل النبي صلى الله عليه وسلم . فقال " أصلى الناس ؟ " قلنا : لا . وهم ينتظرونك . يا رسول الله ! قال " ضعوا لي ماء في المخضب " ففعلنا . فاغتسل . ثم ذهب لينوء فأغمي عليه . ثم أفاق فقال " أصلى الناس ؟ " قلنا : لا . وهم ينتظرونك . يا رسول الله ! فقال " ضعوا لي ماء في المخضب " ففعلنا . فاغتسل . ثم ذهب لينوء فأغمي عليه . ثم أفاق . فقال " أصلى الناس ؟ " قلنا : لا . وهم ينتظرونك . يا رسول الله ! فقال " ضعوا لي ماء في المخضب " ففعلنا . فاغتسل . ثم ذهب لينوء فأغمي عليه . ثم أفاق فقال " أصلى الناس ؟ " فقلنا : لا . وهم ينتظرونك ، يا رسول الله ! قالت والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة . قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر ، أن يصلي بالناس . فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس . فقال أبو بكر ، وكان رجلا رقيقا : يا عمر ! صل بالناس . قال فقال عمر : أنت أحق بذلك . قالت فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين . أحدهما العباس ، لصلاة الظهر . وأبو بكر يصلي بالناس . فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر . فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتأخر . وقال لهما " أجلساني إلى جنبه " فأجلساه إلى جنب أبو بكر . وكان أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم . والناس يصلون بصلاة أبي بكر . والنبي صلى الله عليه السلام قاعد . قال عبيدالله : فدخلت على عبدالله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هات . فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئا . غير أنه قال : أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس ؟ قلت : لا . قال : هو علي .
________________________________________
- أنه كان قاعدا عند عبدالله بن عمر . إذ طلع خباب صاحب المقصورة . فقال : يا عبدالله بن عمر ! ألا تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها . ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر . كل قيراط مثل أحد . ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد " ؟ فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة . ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت . وأخذ ابن عمر قبضة من حصباء المسجد يقلبها في يده . حتى رجع إليه الرسول . فقال : قالت عائشة : صدق أبو هريرة . فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض . ثم قال : لقد فرطنا في قراريط كثيرة .